суббота, 23 апреля 2011 г.

الاصلاحات في العراق سوف تتحقق خلال 100 يوما ً !!!هل هذا معقول ؟؟؟ !!!

·        الاصلاحات سوف لن تتم خلال 100 يوم . ا نـهــا لعـبة  اخـتـلـقها  " المستشارون " ! .
·        ان حل مشكلة  البطالة سيتحقق يسرعـة قياسية اذا ما جرىتصنيع البلاد  وتوسـيـع فروع الانتاج لدى القطاع الخاص و بمساعدة الدولة . البـطا لة لا تلغى بواسطة التوظيف في الدولة .
·        اين وزارة التخطيط من ازمة  الاقتصاد العراقي  ؟؟ . عندما يفقد البلد ارادته في التخطيط العلمي    تبدأ التكهنات والتصورات الشخصية بالانتشار !! ! .    
  درس من روسيا  .
            في اواسط  الثمانينات من القرن الماضي  في الاتحاد السوفياتي كان قد اقترب الهدف المطروح في جدول الاعمال  لدى الدوائر الدولية ( الغربية ) سيما  ذات اليد الطولى في السياسة العا لمية والثقل الحاسم في توجيه دفــة الحرب الباردة هدف ستراتيجي واحد ، وهو اسقاط الاتحاد السوفيتي  والتخلص من وجود الــد ب القطبي  الذي كان يرعب الكيان الا مـبـر يا لي ( حسب التسمية الشائعة حينذاك )  وبذات الوقت كان يبعث الامل والاندفاع  لدى الكثير من شعوب العا لم نحو  الحياة الافضل . فوجوده كان يخلق المشاكل تلو المشاكل لاقطاب السياسة الاستعمارية . ومن يـتـمـتـع بذاكرة جيدة  ( اوحتى ولو كانت  عادية )  يمكنه التحدث كثيرا ً عن الاخفاقات الاقتصادية في تلك  البلاد . و من مؤشرات الفساد في اجهزة الدولة حينذاك  هو الخمول الظاهر في ادارة الفروع الاقتصادية والتلكؤ في حل مشاكل الجماهير  !!! .   وبما ان رئيس الوزراء كان ذا اختصاص يتعلق بهندسة المكائن وان مستوى فهمه الاقتصادي كان بمقدار الحاجـة لادارة الصناعـات  الثقيلة والمعامل ذات الانتاج الكبير للسلع واسعة الاستهلاك ، فكان يعتمد على مجموعة من المستشارين واكثرهم من ذوي التخطيط الستراتيجي والمعروفين في الاوساط الاكاديمية . الا ان المستشارين هؤلاء ( كما عرفهم الاقتصاديون العاملون في الاروقة العلمية في ذلك الحين )  (( ومنهم  كاتب هذه السطور ))   ) كـا نوا يتأ لفون من ثلاث فئات : اما انهم ليس بمستوى ادراك جوهر و حجم الاقتصاد السوفيتي وطبيعة الخروقات فيه ، او من العناصر المتملقة التي همها كان  ينحصر في البقاء بهدوء وسكينة في عروشها الادارية التي هـم فيها ، والـفـئــة الـثـا لـثــة كـا نــت من الـطـا قـم الـــمــتســـتر بالــوظـيـفــة ( كمستشارين ) . وفي الحقيقة ان هؤلاء كانوا  مكلفين فقط  بالعمل على توجيه العملية الاقتصادية الجارية في البلاد  بصورة خاطئة  ليتسنى لمخططي  الانقلاب ان ينفذوا مأربهم بـنـجــاح !!! اي : اسقاط الانحاد السوفياتي !  . والطريف في الامر ان قسما ً من مستشاري الفئة الثالثة خرجوا رسميا ً  باستنتاج: ان المشاكل التي تواجه البلد يمكن حلها خلال  ( 600 يوما ً )  فقط  .  مما اثار غيرة القسم الاخر فتعهدوا بحل المشا كل ( كلها ) خلال  فترة لا تزيد على  ( 500  يوما ً ) فقط !!! وقد تم الاتفاق على هذه اللعبة " الذكية " .  .  وقد تــم لهم  اسقا ط بلدهم ( الاتحاد السوفياتي ) بكل جبروته العسكري والعلمي والاقتصادي قبل انقضاء هذه التواريخ طبعا ً !!!.
        انها تجربة تاريخية سا لبة تخصنا با لصميم  . ونقولها صراحة ان الاصلاحات المنظورة التي جاءت على لسان رئيس الوزراء ــ  دولة السيد المالكي  ــ  سوف لن تـرى النور خلال ( 100 يوم ) بل ولا خلال ( 100  سنة ) اذا سارت الامور على النمط التي تسير عليه الان . الامر وما فيه ان رئيس الوزراء رجل سياسي . وقد يكون بعيدا ً، كل البعد ،  عن التخطيط الاقتصادي  الاستراتيجي وهذا امر جائز . ولكنه مـلـزم ان يختار لنفسه مستشارين  اكفاء . وربما يجدهم من خارج حزبه ولا ضير في ذلك . واذا مــا كان مستشاروه يـتـأ لـفـون  من ممثلي  الوسط الديني ( مع الاحترام لهم ) فلا ينبغي ان ننتظر منهم  شيئاً ذا اهمية اقتصادية للبلاد !!!  . فرجال الدين بثقافتهم المحددة بعيدون عن شئون الحياة الدنيا  . وانهم يعيشون عادة ً على الوسائل والخيرات التي ينتجها الاخرون لهم ولغيرهم . هذه هي الصراحة . اذن  على المواطن العراقي ان يفتش هنا عن وزارة التخطيط ويسأل عن دورها في الحياة الاقتصادية وعن الطرق المعتمدة في ادارة العملية التخطيطية نفسها . وذلك  لكي يعرف   اسباب  الخراب الاقتصادي  الذي ما يزال منتشرا ً  في بلادنا بلا رحـمــة ؟؟!! .  نعم ، اين الحكومة المنتخبة يا ترى عن هذا الجمود ولماذا لم نر منها تحركا ً نحوالتنمية الحقيقية  ؟؟ لقد تعبنا من سماع الوعود . الا يوجد في العراق اقتصاديون  ــ  مخططون ؟؟ ثم لماذا اهملت الافكار والبرامج المقترحة الكثيرة التي وردت الى الحكومة لاصلاح  عيوب الخارطة الاقتصادية  ؟ ما هو مصيـر  البحوث والمقالات  التي استهدفت  التطويروالتنمية الاقتصادية وقد قدمت مــنــذ مــئـات الايام ( وليس 100يوم ) للجهات الرسمية عبر الصحافة ووسائل الاعلام  ؟ هل كلها لا تستحق الاهتمام ؟؟ ما هو ذ نــب بلد الرافدين حتى يبقى فقيرا ً ويجر اذيال الفاقة والانكسار وهو يمثل  اسطورة العا لم  بموارده وكفاءاته ؟؟
              يتهيأ لنا في هذه الحال ينبغي ان نفتش عن العــلة المباشرة  لهذه المأساة العرا قية !! . الامــر ومــا فـيـه ( وهذا رأي شخصي ) اننا نفتقر الى حكومة مهنية !! . واذا ما اردنا الصراحة ....  فالحكومة  القائمة نفسها لا تملك القدرة على التحرك لتحرز النجاحات الاقتصادية و المكاسب الاجتماعية للوطن . لانها وضعت نفسها مختارة ً  تحت  اثقال المحاصصة من جهة  والخضوع لنصائح اناس من اصحاب الفكر (الديني والطائفي كمستشارين  ) من جهة اخرى . ( وهؤلاء لهم مهنة اخرى مرتبطة  بالدنيا والاخرة  ) . ولننظر الى ايران كمثال للقوى الدينية التي سحقت وطنها بجهلها لكيفية السير وفق متطلبات الحضارة . فحين ان ايران بلد  كان متطورا ً بالنسبة للبلدان النامية !!!  .
                 وحتى مجلس النواب العراقي . فهو يناقش احيانا ً امورا ً بعيدة  عن  المواضيع المهمة  بالنسبة للبناء الاقتصادي .  اذ يمر عادة  بامور البطاقة التموينية والخد مات الكهربائية وما شابه ذلك . ولم يتاقش مرة واحدة  ، على الاقل ، موضوع الانتاج وكيفية تأمين السلع الضرورية للسكان من الانتاج المحلي  وكيفية الغاء البطالة والعوامل التي تسمح  با لكف عن استيراد السلع التي يمكن  انـتـأ جـها  في  البلاد . وعلى سبيل المثال : لقد مر الكثير من الوقت  ونحن نصرخ بألم بالغ  من جــراء  انتشار البطالة . والجميع يرون  الدولة  لا تحرك ساكنا ً لمعالجة هذا الداء .  بينما  الحل المعترف به عالميا ً هو   تشجيع القطاع الخاص ( ومده بالقروض اللازمة ) وتمكينه في شراء مصانع كاملة من الدول المتطورة  ثــم  تكوين شركات مشتركة   مع البلدان الاخرى للصناعات النادرة وبنائها في العراق . على ان تسير هذه العملية  في وقت واحد مع العمل على تهيئة ايادي عاملة ماهرة في مدارس صناعية  تنشرها الدولة خصيصا ً  لهذا الغرض بالذات .  وفي هذا السياق على الحكومة تمكين القطاع الخاص ً  من شراء مصانع وفابريكات  لانتاج السلع والادوات المنزلية والكمالية  لمصنوعات تحتاجها  دول الجوار ايضا ً . ففي هذا مصدر من مصادر تعظيم  الثروة الوطنية وتشغيل للايادي العاملة وتـحـريـك دائــم للاسواق الداخلية . .... ولهذا الغرض  طالبنــا  في مقالات عديدة  بغلق المزاد العلني لبيع ملايين الدولارات يوميا ًمن قبل البنك المركزي ووزارة المالية .  هذا البيع الذي اخترعه وزير المالية السابق ومدير البنك المركزي . بدلا ً شراء مصانع ومعامل من الخارج بهذه الكميات من العملة الصعبة  ( كما اشرنا )  ونصبها في العراق . اذ بهذه الطريقة سنتخلص من البطالة نهائيا ً بفترة زمنية قياسية .  فضلا ً عن ان سوق بيع الدولارات يحمل في طياته  الكثير من الشك في هذه العملية  . مما يستوجب على  (( هـيـئــة الـنـزاهــة )) البحث عن الجهات التي كانت تشتري هي  هذه الكميات من الدولارات .  وربما ان الوزير وغيره لهم حصة بها  .  بل ومن الجائز ان شراء الدولارات بهذا القدر الضخم قد تستفيد منه المجاميع الارهابية ايضا ً او دول مجاورة : ( ايران مثلا ً لتقوية اقتصادها المنهار  ). ولكن اذان الوزير كان بها وقر. فلم يسمع صوت مواطن اقتصادي يريد الخير لبلاده . و الوزير هذا كان مثالا للوزير الديني الذي يسمع نفسه فقط ولا يسمع الاخرين .  لان الآخرين هم بالنسبة له  ابناء شعب ( لا ازيد ولا اقل ) !!!  .
            وفي الختام ....  ان الكلام حول هذه الامور كثير . واذا جاز لنا الاختصار فنقول اخيرا ً يجب ايداع المهمة الاقتصادية والخدمية  بيد وزارة التخطيط لتفرض صوتها على الساحة العراقية . وان السيد رئيس الوزراء ينتظر منه ان يؤيد وزارة التخطيط  ويستمع الى اصوات ابناء الشعب سيما الاختصاصيين منهم . فهؤلاء أحرى بالاستماع . لان التقدميين من المواطنين يساعدون المسؤول على تلمس الحقيقة . وهم على طرفي نقيض مع بعض المحافظين ومجالس المحافظات وغيرهم من كبار الرجعيين الذين ينتظرون اسقاط العملية السياسية ودولة المالكي بالذات . والسيد المالكي يدرك جيدا ً ان لا خوف على قائد يسير مع الشعب نحو الحرية ولديمقراطية . هذا هو منطق التاريخ .
الدكتور عبد الزهرة العيفاري   10/3/2011





الارهاب في العراق


                    الإرهاب في العراق أمـــر ذو شجون ً. ويتهيأ لنا ان الحديث حول " الدعوة  لخصخصة  الثروة  النفطية ومشكلة الارهاب "  ضمن بحثنا  الموسوم : " المسافة بين الازدهار والدمار " كرد على مقال كانت قد نشرته " مجلة  الثقافة الجديدة " في عددها (309) لسنة( 2003) بعنوان " سبيل الازدهار الاقتصادي بعد صدام " للدكتور ارييل كوهين  والدكتور جيرالد  امر تطلب الرد المستفيض . وربما استطعـنا في بداية بحثنا هذا  ان نرسم صورة ما  لمغبة خصخصة الثروة النفطية العراقية  مع اننا لا ندري  الى اي مدى كان نجاحنا في رسم الصورة تلك  . وعلى كل حال ان موضوعا كهذا يستدعي بحوثا كثيرة لتـتم  تغطية المشكلات الكثيرة والمتباينة للخصخصة  .             ولكي لا نكرر ما جاء بالبحث الذي حاولنا فيه تغطية مجموعة من
الاسئلة التي اعتبرناها مهمة . الا اننا مع ذلك   نعتقد ان هناك حاجة لطرح وجهات نظر شخصية معمقة  تتناول الارهاب  الذي تـمـارسه الفصائل المؤلفة من القتلة  وشذاذ الافاق من  فلول البعث المنهزم والعصابات الجديدة ، اضافة الى المرتزقة من شذاذ دول الجوار وغيرهم .
                  وبرأينا ان موضوعا كهذا  يتطلب رسم ما يشبه المـنـظـر الـعام   ( بانوراما ) لغرض اظهار العلاقة بين الدعوة لخصخصة الثروة  النفطية من جهة  والارهاب الجاري في البلاد من جهة اخرى . مع القاء بعض الضوء على جوانب من الحالة السياسية المحيطة بالموضوع . مع انه ستظهر مع مرور الزمن أسئلة كثيرة وكثيرة جدا ً بخصوص هذه  الارتباطات  .  وكل  الأسئلة تلك  تتطلب أجوبة  صـــريحة وكاملة ! ليس فقط من قبل الباحثين الاقتصاديين  بل ومن جانب الحكومة  ايضا ً .
              الأمر وما فيه ،إن  مجريات السياسـة  الدولية  تدل دلالات واضحة  على وجـــود   مخطط  عالمي  بعيد المدى    يتمحور ــ  حسب وجهة نظرنا  ــ  على الاستحواذ على كافة الموارد الطبيعية والمصالح الحكومية  في العالم  لتكون من نصيب الشركات الاحتكارية  العملاقة  متعددة الجنسية  :  الصناعية  ــ التجاريـــة  (ت . ن . ك )  و   المصرفية  ( ت . ن . ب ) .   على ان الاسلوب المفضل لتحقيق هذا الهدف ــ  كما يبدو ــ   ليس العنف والاجراءات القسرية وانما باتباع  اسلوب  الخصخصة .  اي انتقال ملكية الدولة  على  الثروة  البترولية  الى الاشخاص والشركات عن طريق المساهمة او البيع بالمزاد !!! . 
                وكما شرحنا في  الاجزاء السابقة من  البحث ان  الخصخصة تقوم مقام  المدخل لنيل  الا هداف النهائية لهذا المخطط   وهــو خلق وتأمين الامكانيات القانونية للاستحواذ على هذه الثروات الطائلة  قبل كل شيء ثــم  ــ كتحصيل  حاصل ــ غلق القنوات المالية التي ترفد بغزارة خزينة الدول المنتجة للنفط  بالاموال  وبالتالي جعلها تشعر دائما ً بالضائقة المالية  وعدم تمكنها من اداء التزاماتها كدولة امام الشعب .  ثـــم  ان الخصخصة البترولية تؤدي لا محالة الى  عجز الدولة  في اداء الالتزاما ت المالية والمدفوعات ازاء التجارة الخارجية ، مما يجعلها في نهاية المطاف  دولة مطواعة امام ارادة رأس المال الأجنبي و تصبح اسرع قبولا للشروط السياسية  للدول صـاحبــة رأس المال الكبير المهيمن عالميا ً  .
             و مثلما رأينا حالات مشابهة في روسيا وغيرها ان انتقال الملكيات  الحكومية الى القطاع الخاص بواسطة الخصخصة  جري ضمن حق حرية التبادل التجاري . ولكن هذه الحرية   فتحت  الباب على مصراعيه لدخول الشركات الاجنبية الى البلاد عن طريق  تكرار   شراء الحصص او بواسطة الاشتراك  بالاسهم المخصخصة  ( وبالطرق القانونية  !!!!  ؟ ) من القطاع الخاص المحلي . وهنا   يحصل   بالنهاية ، ان الممتلكات التي كانت   حكومية ، تنتقل  "  سلميا ً " او تـلـقـائيا ًالى الشركات الاجنبية . وبكلمة اخرى ان هذه الملكية الهائلة سصبح اجنبية بالنسبة لأبن البلد  !!!! بدون اي عنف  او مواجهات عدوانـية !!!!. وانما بواسطة بيع وشراء الاسهم !! .
          ومن هنــا  ينظر الباحثون  الستراتيجيون  الى ان  خصخصة الثروات النفطية ماهي الا  ثوب اقتصاد ي تكسى به هذه العملية للتستر على  النهب .  بينما تشديد الارهاب وتوسيع دائرته انما هو عامل ضاغط على اقتصاد الدولة النفطية لتضطر معه بالانزلاق الى درب الخصخصة لمعالجة بعض مشاكلها  ولو الى حين . واذا ما  تم  بيع وشراء المؤسسات النفطية  كليــا ً أو لأسهم فيها ،  في بلد واحد من البلدان المنتجة للنفط  على الاقل  فمن السهولة بمكان اعتبار الامــر   سابقة  تجارية و سياسية  وبالتالي يصبح  سحبها على البلدان الاخرى المنتجة للنفط  امر فيه شيء من السهولة وربما سهل للغاية !!! .  وهكذا يبدو ، ان المنطلق الاساس في هذا الظرف العالمي  الراهن وبوجود الوضع السياسي  القائم في الشرق الا وسط بالذات   قد لا يحتاج الى  العنف بالنسبة للشركات البترولية العالمية الكبرى  طالما الهدف ذاته  قد  يتم تحقيقه عن طريق اعطاء الخصخصة   غطاء ً سياسيا ً وتجاريا ً جذابا ً .
==============================================
           
                ان  الكثير من  الاقتصاديين سيما  من  لهم اطلاع كامل بالتشابك الاقتصادي العالمي في عصر العولمـــة   ، لا يختلفون على وجود  هكذا   مخطط بعيد المدى لدى النظام العالمي الجديد . 
             وتمشيا مع هذا النهج  اصبح من   المألوف أن تشترط الجهات المالية الدولية على البلدان النامية عند طلب القروض ا والإعانات في الوقت الحاضر القيام برفع  اسعار بضائع وخدمات معينة في اسواقها كبداية للتدخل في الشؤون الداخلية  ثــم السعي  الى التفاوض بشأن الخصخصة ، اي  بيع ممتلكات الدولة جميعها بما فيها قطاعها النفطي والإنتاجي  ذي الصفة الاستراتيجية وذلك على الراغبين في الشراء  ومن ضمنهم    الموظفين الكبار في الدولة  .
              وفي سبيل إعطاء انطباع كاف لمشكلة الخصخصة يجب الرجوع  الى الاساليب التي تعتمدها  الشركات الاحتكارية الكبرى  والرامية الى الدخول الى العالم النامي بحرية وبدون عوائق . وهذا في الواقع  ،  جانب آخــر من اجندة العولمة التي دعى لها  ليس فقط   ممثلو  الشركات العالمية الكبرى بل و مؤسسات لها طابع ثقافي واقتصادي على نطاق عالمي وفي مقدمتها  نادي رومــا  و اساتذة جامعات من ذوي الاسماء العالمية  وكذلك  اقتصاديون وصحفيون مرموقون سواء كانوا في الشرق او الغرب   
            وفي هذا السياق  عقد باحثون  يمثلون عشرات الدول  كونفرنسا في ريودي جانيرو – البرازيل  -- برعاية هيئة الأمم المتحدة (عام  1992 ) وافصحوا عن  أرائهم بالنسبة للسياسة الاقتصادية العالمية وتحديد وجهتها  في الظروف الراهنة .
         وكما كان متوقعا  فان  اتجاهاتهم الفكرية  وتوصياتهم العامـــة اشتملت  صراحة على دعوة البلدان الضعيفة التطور ولكنها  الغنية بمواردها  الى ابداء  "التساهل "  و ذلك  بفسح المجال للدول التي تمتلك التكنولوجيا المتطورة  لاستغلال تلك     الموارد   استغلالا  "فعالا" .  طالبة فتح حدودها للشركات  الكبرى ذات التكنولوجيا  المتقدمة !!!!. ولو ادى ذلك الى  ترك  التمسك بمبدأ    الاستقلال والسيادة الوطنية  !!!! . خاصة  انهم   اعتبروا  هذه المفردات هي مجرد مفردات  لغوية بالـية  و ( مفاهيم عتيقة)  !!! يجب الاقلاع عنها .
 وبكلمة اوضح أن  المجتمعين اعطوا كل اهتمامهـــم  للتعبير عن مصالح    الدول الصناعية الكبرى  عن طريق افساح المجال لها باستغلال  هذه  الثروات الطبيعية بحرية  !!! . و من  ثم تغـيـير كافة مقاييس تقسيم العمل الدولي مستقبلا!!!! وفقا ً لهذه السياسة .
         والمفارقة في هذا ان المشتركين في الكونفرنس  تكلموا كثيرا عن مشكلات البلدان النامية  ولكنهم  وضعوا بالنهاية اراءهم با تجاه تعقيدها  فقط .  وليس با تجاه  التاكيد  على  المصلحة الوطنية للبلدان صاحبة الموارد . وبذلك عبروا عن جوهر   " الحضارة " المعولمة التي اليها  ينتمون !!!! .
         وينبغي ايضا ً ، ملاحظة أن توصيات كونفرنس ريودي جارنيرو كانت  تنسجم بصورة واضحة  مع التوجهات المعاصرة لاستراتيجية   الاحتكارات بشأن خصخصة   ممتلكات الدولة ، اي تحويلها الى القطاع الخاص  .
                        انهم يصفون الخصخصة هذه وكأنها أداة الديمقراطية والحرية و الرفاه العام التي ينشدها المجتمع !!! .   وما يزال يجري الاعلام  العالمي ضمن  هذا الاتجاه  وهو في اوج عنفوانه . و ربما  تنتظر ذلك الاجراء   ايضا أطراف سياسية ومالية واشخاص حكوميـــة مؤثرة في نفس تلك البلدان    وربما هناك جهات  حزبية  محلية او قوى  طامعـة  اخرى   تنتمي الى  منطقتنا  !!!.
         وبما ان السياسة في تقلب دائم  .  فالمخططات الرأسمالية العالمية  تبعا ً لذلك لابد ان تكون ، هي الاخرى ،  في تغير مستمر .  ويجب  دائما اذن التحقق  من  ماهية  التغيرات تلك  وادراك  عمقها واشتمالاتها   . وبما اننا ازاء الامرالعراقي فمن الطبيعي ان تتحدد  اسئلتنا    في هذا النطاق بالدرجة الرئيسية .
                       والسؤال الكبير  : هل  ان نسخة من  هذا المخطط ، هي التي اريد   للعراق ان " يجربه "  بعد السقوط ؟ ثــم جــاء ت على لسان كوهين في مقاله  "سبيل الازدهار الاقتصادي بعد صدام "؟    (  التي نشرته خطأ  ً  مع الاسف الشديد مجلتنا الوطنية  "الثقافة الجديدة ") في صيف 2003. والذي كان محتوى المقالة   : يدعو الى  خصخصة النفط  ورفــع القيود عن اسعار الخدمــات والطــاقة ....وما يتصل بذلك  !!!!  . ( ويبدو ان المقالة كانت  استباقية  وهي جاهزة قبل سقوط  نظام صدام حسين . ونشرت مباشرة بعد السقوط ) !!!!
               وبما ان  هدف كاتب  ذلك  المقال :  اخضاع العراق للشركات النفطـية  والبــنوك الاحتكارية العالمــية   عن هذه الطريق ،  فهـل كان مقاله صورة طبق الاصل من المعادلة الروسية  بعد اسقاط الدولة العظمى ؟  ام ان كاتبها  اخذ بنظر الاعتبار  تحقيق وضع جديد في الشرق الاوسط  بواسطة الركوب على ظهر الدكـتــاتــور الطاغية الذي اوشك نظامه حينذاك على السقوط  وباظهار  فشل  سياسته الداخلية والاقليمية  الهوجاء   ؟؟؟!!! .
                 علمـــا ان طرفي المعادلة بالنسبة للعراق   ــ برأينا و كما نستنتج من المقال المذكور  ــ  كانتا حسب المنطق السياسي  ـــ  على النحو التالي :
(الغـاء الكـيـان المـتـهرئ لـدولة الدكـتـا تور الواحد + الخصخصة التي  سـتـجعـل نـفـط الـبـلاد بـيد الشــركات المحلية  ثــم تسريبها  تدريجيا ( في  السوق التجارية )  لايدي الشركات  الأجنبية ، او جعلها على الاقل طوع بنان الشركات العالمية الكبرى  ، كما كان الأمر تقريبا  في روسيا . !! ولــو جــرى  الأمر على هــذا النحـو  لانـتـهى العراق كـبـلد ،  ولجرى الحكــم على شــعبــه بالـفـقـر مدى الحيــاة    (؟؟؟؟ !!!)  . مع العلم أن الطاغية كان قد  هدد في  إحدى  خطاباته انه لن  يترك العراق إلا حجرا على حجر  !. وفي مرة أخرى قال : إلا ترابا ً بدون بشـــر .!!! .
        واذ نقوم  نحن   بهذه المحاورة المبنية أصلا على تقديراتنا  لما جرى ويجري  من أحداث سياسية كبرى في البلاد بعد سقوط النظام الدموي   ،  ذلك لكي نقترب من  الصورة القائمة ،  ثــم نتصور الاحتمالات التي قد تنجم فيما اذا  تم تنفيذ المخطط الظلامي المذكور. اي  لو تحولت بلادنا إلى ما اريد لها أن تكون ! بواسطة هذين العاملين :  الخصخصة والنشاطات الارهابية .
الا اننا يجب ان نلاحظ شيئا ً جوهريا ً وهو ان  العراق اليوم يقف على قدميه بالرغم من انه مثخن بالجراح . بل وان الخصم  اخذ  يبدي العجـــز في حلبة الصراع  خلافا ً لما كان عليه في بداية السقوط ً. ونود اننؤمن بان  هذا  دليل على قرب الانتصار على الارهاب عموما ً وان الثروة النفطية سالمة ايضا ً !! .
           ولعل قليلا  من الناس  ، من يعلم   ان لشعب  العراق  ميزة خاصة  عبر كل تاريخه  .  انه  شعب  يتوق دوما الى الحرية و الديمقراطية ولا يتنازل عن حقه وكرامته  . وانه يملك ثروات  نفطية وزراعية ومناخية اضافة الى ثروة اخرى  تفوق في قوتها وجبروتها كل القوى الاخرى ـــ  انها ممثلة بالطاقات العلمية  المتميزة في علمائه من ابنائه . ولكن له اعداؤه الكثيرون وهم يحملون الحقد الاسود عليه الى حد  لايوصف  !!! وحتى انهم يعلنون ذلك بصلافة وصفاقة دون ان يخجلوا من المجتمع الدولي ولا من شعوبهم  . 
                  وبناءً على هذا بالذات اعود الى المعادلة لأقول :   ان  العراق  بالرغم من الجراح العميقة في جسده ومن الدماء التي تسيل انهارا  بدون انقطاع منه   وجد القوة والبأس  لكي  يفوت الفرصة على المتربصين به  والساعين الى النيل من سيادته  على نفطه   وثرواته الستراتيجية .   وهكذا  ذهبت "دروس"  كوهين الى الجحيـم .  وبقي الدرس العراقي قائمــا وهو يؤكد دائما ً على تمسكه بثروته  وااستقلاله . وبالنتيجة  لم تمـــر هذه المعركـــة  دون ان  نلاحظ من خلالها  استنتاجين جوهريين غـايــة في الاهمية  :
                
1 ـــ   من الناحية العملية ان العراق  بدأ يعيد كيان دولته .  وهو الآن في طريقه لاعادة مكانته في المحافل الدولية وسمعته   العالمية  الكاملة  . و يغمرنا  الرضا ان الشـعب بعشـــائره و احـزابه ومنظماته الوطنية  ، برجاله ونسائه ،استطاع  وسط صعوبات لا تصدق  الســيرالى امام  بعـد سقوط الدكتاتورية البعثية  ــ  الصدامية .   و بالرغم من انه ً محاط  بالمخاطر والتناقضات  وبالرغم   من  الارهاب والدماء والرعب المنقطع النظير ووسط هذا الاعلام العربي والعالمي المعادي لبلادنا اضافة الى اقتراف الاخطاء  والضلالات  للحكومة و السياسيين والاستفزازات من جانب   التيارات الظلامية    خاض ويخوض  الشعب كفاحا مشهودا  ضد الارهاب . وقد  خاض ً ثلاثة انتخابات ناجحــة . وهو اليوم يتمتع بوجود برلمان وحكومة منتخبة تشترك بها كافة الاطراف السياسية    و بدستور يحكم  البلاد . ( بغض النظر عن الملاحظات عليها جميعا )  .
               ومع ان ضعف الاداء البرلماني والحكومي  بارز وواضح للعيان  وهو  امر ينطوي على مخاطر جمــة  بدون شك  .  غير ان كافة الملاحظات والانتقادات العادلة التي توجه بهذا الخصوص فان   مقاومة الشعب للارهاب وتحقيق  الانجازات السياسية والاقتصادية التي تحققت في هذا الجانب على قلتها ،  ما هي الا مأثـــرةً  عراقية   حقا ًلانها تمت في هذا الجو الخانق من الارهاب القادم من كل الجهات  .  ومن الصعوبة  بمكان ان تجد شعبا ً (وبشرا ً مــن خلق الله ) يستطيع ان  يمخر عباب هذا  الارهاب ذي  الامواج المتلاطمة  ثــم يفــوز مع ذلك  بالوجود ويطارد الارهاب البعثي  ــ  الصدامي والاقليمي ثم يحرز انتصارات مشرفة في كافة الميادين الوطنية .  وبالنهاية يحافظ على  اصالته ويأبى ان ينزلق بحرب اهلية او طائفية  كما انتظر ذلك اعداؤه  .  
          لا ينكر ان  هذه العملية الكبرى  جرت في جو من الصخب و الاتها مات العادلة وغير العادلة ، ومناوشات متجنية واخرى متطرفة ، وحملات كلامية  جارحة واخرى فيها من العتاب اجمله  ـ  وبين هذه وتلك التقت  طموحات   ممثلي   الاحزاب العلمانية با فكار اخوانهم في الوطن من  بعض الجهات الدينية  غير المتطرفة بل وذات التوجه الوطني الخالص  .   ثم تقدمــت المرأة بقــوة وجــلال مع اخــيها الرجـل.  كما اختلط الصوت العربي بالصوت الكردي والتركماني ، وصوت الشيعي بالصوت السني والمسيحي والصابئي ..  وجلجل صوت المرأ ة من خلال  اصوا ت الرجال مما انتج الثمرة المشتركة  المتمثلة  بالطموح  الى  بلوغ  النهج  الرامي  الى اعادة الاعتبار  للدولة العراقية وتوطيد  اركانها على  اسس   معاصرة .
               وبالنتيجة ارتفع  صوت العراق  على كل الاصوات الحاقدة .  وهو الذي انتصر وسينتصر كليا ً و نهائيا ً  في نهاية المطاف .   مما  خلق الامل فينا  انه سيبلغ    بواسطة الوحدة الوطنية  النصر المؤزر قريبا بعزة الله .
            و  الخلاصة ..  ربما لا نخطأ اذا ما اعتبرنا ان اكثر الكيانات السياسية التي  لها حضور على الساحة العراقية خلال الفترة الزمنية العصيبة التي اعقبت انهيار الدكتاتورية بالرغم من تشاجرها وتعاكس خطاباتها وحتى اخطائها ...كان لبعضها مساهماتها الايجابية المشتركة في اعادة كيان الدولة العراقية الاتحادية السائرة في طريقـها نحو الد يمقراطية اليوم .

     2 ـــ  اما الطرف الثاني من المعادلة وهو النفط  ، فهو ما زال  مضمونا ً والحمد لله بفضل  حرص حكومتنا عليه.  واكثر من كل هذا هوالفهم العميق لدى اقتصاديينا وابناء الوطن  عمومــا  لمكانة  ملكية الدولة للبترول وضرورة  إحكام قبضتها على الثروات البترولية وغيرها من الفروع الاستراتيجية التي دخلت تقليديا ً في ملكية  الدولة وهي مستمرة بالدفاع عنها انطلاقا ً من مبدأ الحفاط على سلامة اقتصاد  البلاد من الانهيار . 
       .        الا ان  مجريا ت الامورفي العالم  تؤكد  ان هناك مخططا ً   ( كان  وما زال موجودا)  ًضد   امــن  العراق  منذ حكم البعث وطاغيته  .  ثم اصبح العراق الان  يواجه  ايضا ً  خطرا محدقا  بثروته  النفطية الهائلة  . الدعوة الى الخصخصة  بالذات تعتبر امرا ليس غريبا   بل ومكملا ًلما قبله . ً
            فالنفط   ــ  كما هو معروف ــ  يؤلف   قوة  اقتصادية ضاربة في العالم    .  وهذه القوة تقاس تناسبيا  مع الكميات الاحتياطية  المخزونة منه في باطن الارض .اذن يمكن تصور مقدار تلك القوة اذا ما عرفنا  أن بلادنا تعد الاولى  في العالم . وربما  يأتي يوم سيؤكد  فيه  العلماء والاختصاصيون حيازة العراق على هذا الموقع الاول في العالم .
              و نحسب  ان اختيار مشروع  الخصخصة في  الظروف التي اعقبت سقوط    النظام الصدامي  بالذات ، كـان  يستهـدف بجانب النتائج السياسية  السلبية هدفا اقتصاديا  تدميريا ً كبيرا ًمتمثلا ً  بسحب  القوة الاقتصادية  الجبارة من ايدي  العراق وتـركه بلدا ً ضعيفا ً، تابعا ًومطيعا ولكي لا  يشكل خطرا ً على احد !! في منطقة الشرق الاوسط    !!!.. ً  هذا فضلا ً عن احتمالات انتقال تلك الثـروة الطائلة اومعضمها الى  الشركات والبيوتات المالية العملاقة وراء الحدود وهذا امر ليس قليل الشأن .  وربما فكرت اطراف  اقليمية وحزبية داخلية طامعة في الثراء بالمكوث في ابراج السلطة مدة اطول للتمتع  بالسلطة والثروة معا ً. مع العلم ان حصة الاسد دائما مشخصة لرأس المال الاستخراجي ، على ان يترك بعض الفتات  للاخرين !!!. ولا يستبعد ان تشترك في ( الوليمة ) تلك العناصر السلطوية   التي تمرست في  اجهزة السلطة الدكتاتورية البائدة   وذات الدور " البارز " في ارهاب الشعب لسنين طوال  ابان حكمهم  ولعل مهمتها في هذه المرحلة تكمن في تشديد الحالة الارهابية  وبالتالي اخضاع البلاد   لشروط الشركات الكبرى وهم  باقون ذيولا لها  !!!  . 
              ثـم ان الجهات التي    تسعى الى  العودة الى عروش السلطة والمواقع السلطوية  مرة اخرى ( المتمثلة بازلام البعث ) هي نفسها التي  تدير تنفيذ  وادارة  جريمة استمرار العـمـليات الارهابـيـة وتزويدها بالاسلحة والمتفجرات  وتمويل  عملياتها   في بلادنا  . و يبدو انها ما تزال ناجحة في دفع المرتزقة الى الجريمة على ارضنا مما يسمح لها بالاستمرار في سـكب الزيت على النار املاً بتحقيق آما لها في عودتـهـا الى السلطة .  وليس بعيدا انها ستحاول تنفيذ الخصخصة التي جاء  بعضها   في اطار المخطط الوارد في المقــال الذي نـشــره   كــوهــين   سيء الذكر ! .         
           وفي هذا السياق  نرى ضرورة القاء بعض الضوء على مشكلات باعتقــادنا لها مساس مباشربمـا يقـلـقـنا في اطار المسألة  موضوع البحث . لا بل سيبقى  فراغ واضح اذا مــا ترك  الامــر بدون تنويه   . وباعتقادنا ان هناك  بعض  الملاحظات لابد وان يكون لها حساب في نظرتنا الى المسألة  البترولية العراقية  .
       كثيرا ً مانسمع من اغلب المحللين السياسيين تأكيدات  : ان هدف الأمريكان الأول والأخير في الـعــراق هو النفط وليس غير النفط شيء !!!  . وانطلاقا ً من هذه المقولة يذهبون إلى التأكيد أيضا ً بأن الأمريكان إذن وراء الإرهاب !!
            من جانبنا نرى  ان هؤلاء "المحللين "،  بالرغم  من ان أكثرهم   أما من الوطنيين العراقيين  المعروفين  او من غيرهم ممن يضمرون  للعراق خيرا ً، ولكنهم  لم يتصوروا  بعد   ان هذه التصريحات يعوزها شيء من  الدقة لأنها  ذات بـعـد  سياسي  واحد  .
          ولكي  لا ندع مجالا للاتهام باننا نغني خارج السرب  نود ان  نؤكد  ان الولايات المتحدة  تملك كبريات الشركات الاحتكارية  النفطية وغير النفطية ذات الارتباط الوثيق   ـــ   وربما ارتباط قيادي ـــ بالشركات متعددة الجنسية  ومتعدية الحدود ( ت . ن . ك  ) و  ( ت . ن . ب  )
ولذا فهي ليست بعيدة عن مطلب خصخصة النفط سواء في العراق او في غيره من البلدان المنتجة لهذ المادة التي تعتبر  رمــز الثروة الـدولـيـة بدون منازع .
        الا ان النظرة  الى التواجد الامـيـركي  في العراق بهذا الشكل الذي نراه اليوم  لا يجب ان يفســرفقط من خلال البترول الموجود  في هذه البقعة من العالم   . بل ان الامــر اشمل من ذلك وينبغي ان يناقش  في ضوء مجموعة من  العوامل الحساسة وذات المغزى العالمي .
                 ولو كان الهاجس الاميريكي يتعلق    بالنفط وحده  لأ جرت الادارة الامريكية صفقة  مساومات مع الطاغية  ، تعـطيه بموجبها  الثمن الباهض بالنسبة له وهو ابقاؤه على كرسيه بضمانة امريكية لقاء النفط وربما غير النفط  ايضا ً   . و المعروف عن الدكتاتور انــه سريع   الموافقــه على مقايضة من هذا النوع  :  ( نفط العراق  لقاء الكرسي لصدام  ) .!!!
           وبما ان الولايات المتحدة الامريكية لم تقدم على هذه الخطوة السهلة ، اذن المشكلة  اكبر من هذا الامر  وان امريكا نفسها  معنية بحلها .  وباعتقادنا ان النظام الصدامي الكـريـه  وضع للازالة كأي متاع رث  عندما    قـادتـه عـنجهـيـته الى تخطي الخطوط الحمراء المرسومة له  من قبل المخابرات الدولية  التي التزمته سنوات وسنوات ..... ..
          فليس بعيدا  ان  يكون من بعض العوامل التي دفعت امريكا   وضع صــدام  في قائمة الازالة  ( بالرغم من انه كان من عملائها في وقت سابق  )   ذلك لانه مد  مخالبه الى الخليج !!!   وحلم بالاستحواذ على ثروة العالم  الغربي ( من وجهة نظر النظام العالمي الجديد )المطروحة في هذه المنطقة !!! . ولعله فـكـر  فعلا ً  على طريقة الشــقاوات وابناء الازقــة ان يصبح  ( الوحش ) الذي يهدد سـادة  النظام المذكور ويزاحمهم على موائــدهـم .






)الاعتداءات الايرانية على اراضي العراق ــهي شكل من اشكال الارهاب الاسلاموي

ـــ  الايرانيون يتصرفون مع بلادنا  حسب شريعة الغاب .
ـــ على العراق ردع نظام ( الفقيه ) بكافة الوسائل المعروفة دوليا ً .
ـــ ينبغي حماية اراضينا الزراعية المجاورة لايران .
ـــ الحذر من الطابور الخامس الايراني القابع في المدن العراقية المقدسة .

                     تكررت الاعـتـداءات الايرانية على العراق في السنوات الاخيرة ولكن دون ان تواجه من الجانب العراقي لا ردا ً دبلوماسيا ً ولا شعبيا ً ولا حكوميا ً . والعراقيون يفهمون اسباب تكرار هذه الاعتداءات علينا . بل وان الحكومة نفسها تعرف تمام المعرفة ان ( الامام الما يشور ماذا يسميه الناس !!! )  . ونذكر على سبيل المثال  الجريمة الايرانية  التي اقترنت ( بغــزو ) منطقة (  الفكة  ) الغنية بالثروة النفطية انها  مرت في اجواء الصمت والمسكنة . بل وربما انسحاب القوات الايرانية المعتدية كان تحت  نوع من الاستعطاف وليس عن طريق زجر المعتدي واجباره بواسطة القانون الدولي وتدخل هيئة الامم المتحدة والجامعة العربية  . واليوم تأتي الاخبار بأنباء تفيد ان السلطات الايرانية ودولة ( الفـقـيـه ) تسرب مياه مبازلها المالحة الى اراضينا الزراعية لقتل القدرة الانتاجية فيها !!!. وقبل هذا اغلقت روافد الانهار التي كانت تمون نهر دجلة ببعض  المياه على مدى الاف السنين !! . مـمـا يدل على  ان الحكومة ( اللا  اسلامية ) وعلى رأسها عمائم بيضاء وسوداء       و( الفقيه  نفسه ومعه جوقة من  الجلادين )  كرروا جريمة بني امية وجنود يزيد بن معاوية عندما منعوا الماء عن  الحسين و عائلـتـه وهو على الارض العراقية  .!! . ونتذكر الايام القريبة الماضية عندما اعتدت قوات الجلاد احمدي نجاد على القرى الكردية العراقية .  
               وامام هذه اللوحة التراجيدية نشاهد صورة اخرى تضم جمهرة غفيرة من الايرانيين يعيشون  ويتنعمون بنعمة العراق  كونهم تجار في الاسواق تارة   اوزوار للعتبات المقدسة  تارة اخرى ،  بدون ان يعرف العراق ( حكومة وشعبا ً ) فيما اذا كان لـد ى  هؤلاء  او لـدى بعضهم نشاطات جاسوسية ؟؟!!  وما حجم الطابور الخامس الذي يشكلون ؟؟!! .
           ثم لنا الحق كمواطنين عراقيين ان نفكر بمصير وطننا ونسأل الف سؤال وسؤال عن مدى وجود عناصر مشبوهة وتنظيمات سرية تحت غطاء  المرجعية الايرانية في المدن المقدسة عندنا ووراء ( حوزتها ) الايرانية  ؟؟ !! ولماذ هي موجودة في بلادنا؟؟؟ ولماذا ليس لدينا حوزة عراقية لتقوم بالاحتجاج على ايران او غير ايران وقت الاعتداء  . وكم هو حجم الطابور الخامس الايراني في اوساط ( ما يسمون بطلبة الحـوزة  ) . هذا وان الناس  يعلمون  كما  تعـلم الدولة ايضا ً  ان اموالا ً طائلة تذهب من العراق لحسابات  رجال الدين الايرانيين الى خارج العراق مما يشكل خسائر فاحشة لبلدنا واقتصادنا ، وكأننا نحن ملزمون بتدمير اقتصادنا لصالح العمائم وغيرهم من المنتفعين او النصابين  وفقا ً للاعتقاد الجاهلي : ان العمائم هي الدين الاسلامي وان المعمم بلحيته  الكثة هو الامام  وهو حجة الاسلام والمسلمين وهو  وكيل الله على الارض  وانه  بعــيد عن الشــبهة  . وربما يفكر الجهلة ان رجل الدين الايراني او غيره قد يؤدي مهنة الجاسوس لنظام الملالي او يتهيأ للقيام باعمال تخريبية وقت ( الضرورة ) حسب المصالح الاجنبية ... انما يعمل ذلك بحسن نية !!!. ولخدمة الديـــن !!! .
                  والخلاصة : ـــ ان الخطر الايراني واقع لا محال اذا لم يقطع دابره . وعلى الحكومة الوطنية ان تكون حازمة بالدفاع عن حدود العراق وترابه وان تتخذ كافة الاجراءات لردع الاعتداءات الايرانية على شعبنا واراضينا  الزراعية . وذلك بواسطة كافة السبل الدبلوماسية والدولية وطلب التدخل من جانب الجامعة العربية . وربما من الجانب الامريكي كذلك حسب اتفاقيتنا معه . ونعتبر ان مصلحة العراق تتطلب تنظيم زيارات العتبات المقدسة العراقية بواسطة نظام السياحة ووثيقة جواز السفر مع الرقابة على عمليات تهريب الاموال من العراق ورصد اعمال الـتـجسس والتخريب الاقتصادي .
الدكتور عبد الزهرة العيفاري    موسكو    5/10/2010

حول المستقبل الاقتصادي للعراق !!و السؤال : هل لدينا مستقبل اقتصادي في العراق

·        المستقبل الاقتصادي يتحقق بالتخطيط العلمي  وبا لتنسيق بين خطط المحافظات ، على يد حكومة اتحادية قوية  و حازمة .
·        لا نريد فشل المالكي ( والحكومة العرا قية ) امام التحديات الارهابية والمجاذبات السياسية .
·        نحو تأسيس ( مجلس اعلى للاقتصاد الوطني ) يرأسه نائب رئيس الوزراء للشئون الاقتصادية .
·        التخطـيـط  العلمي سيضمن  تحقيق التنمية  والتكامل الاقتصادي بين المحافظات .
                 ان السؤال الذي اخترناه للعنوان هو سؤال رهيب حقا ً ..... !  هل نستطيع استيعـابه بسهولة ؟ وكيف يتصور المرء ان هناك شك في مستقبل اقتصاد  العراق ذي الثروات الطائلة ؟؟ والعدد الوفير من العلماء ؟؟ !!! .  هل من المعقول   اننا لا نستطيع تحقيق تـنـمـية ا قـتـصا د يـة في بلدنا الذي  اصبح الان  وحسب آخر الاحصاءات  يحمل الرقم ( واحد ) في العالم المعاصر بالثروة النفطية  ــ  الغازية ،  وفي ضل هذه الاسعار العالمية العالية  !! ؟؟ .  اذن من اين جاء  الشك في مستقبلنا  الاقتصادي ؟؟؟  الامر وما فيه يخضع كما يقول اصحاب المعرفة والحكمة لا لكمية الاموال التي تصل الى  البلد  كموارد مؤكدة ، بل الامر يتعلق اولا ً واخيرا ً بكيفية التصرف بتلك الاموال والموارد !!! وربما يحق لنا اضافة شيء اخر هنــا فنقول : الامر ايضا ً يتعلق بواقع آخر وهو : اية ايدي تستخدم  تلك الاموال ؟؟؟  واذا ما التزمنا بهذه الحكمة  الاقتصادية علينا اذن التبحر بالنظر الى الآلية التي تتم فيها الـعـملية الاقتصادية في محافظاتنا ، من  شمالها  الى جنوبها مجتمعة ، ثم في كل واحدة على حده . المشكلة  هي ان البناء الاقتصادي عندنا يجري  ــ  كما  يبدو  ــ خارج علم التخطيط الاقتصادي !!!  ولم ترتبط محافظاتنا بخطة موحدة !!! وهنا اول سؤال يفاجيء المرء هو : لماذا اذن يملك العراق ضمن التشكيلة الوزارية ..( وزارة  تخطيط ) وعلى رأسها ( وزير )  وان للوزارة المذكورة  مديريات عامة وباحثون من مستويات مختلفة !!!  ؟؟ . ونقـول هنا ( بصراحة كموظف  قديم في هذه الوزارة ) : ان القوى السياسية الميدانية السائدة اليوم في السلطات المحلية  قد  كسرت جناح التخطيط والغت مبادئه وخربت آليــتـه ولم يبق للتخطيط سوى الاسم والمظهــر الرسمي الفارغ  ! . وهذه لعمري مأساة وطنية جلبتها الالعاب البهلوانية للقوى السياسية المشتركة بالحكم تحت يافطة شعبية ولكن بدون  ارادة شعبية   !!!  . 
·        لمحة تاريخية موجزة عن الاسباب التي ادت الى كسر مبدآ التخطيط الاقتصادي عندنا  !!! .
                 ولدت الوزارة العراقية القائمة وهي محملة بالتناقضات والمشاكل . بل و( اعتقد ) انها تحمل بذور عجزها امام ما هو مطلوب منها من تنمية اقتصادية واجتماعية !!  . ومــن الاشياء المؤسفة في الامر ليســت فـقــط ( احتمال ) الاخفاقات التي قد تعانيها العملية الاقتصادية والفشل الاداري الذي سيطول وجوده .  بل واضافة الى ذلك ان الفشل التاريخي المقيت سوف يوجه الى شخص رئيس الوزراء السيد نوري المالكي . وسوف يطبل ويزمرلهـذا الامر ذات العناصر التي تعالت اصواتها قبل مصادقة البرلمان على تكليفه بتشكيل الوزارة . مطالبة ً  برفض تكليف المالكي بتأليف الوزارة لاسباب شخصية  وكيدية وسياسية مجتمعة  .  والامر الملفت للنظر ان اشتركت في رفض المالكي عناصر دينية وعمائم سوداء وبيضاء تميزت باكتناز الحقد والضغينة والحسد الاسود ضد هذا الانسان الذي ( حسب  تحليلي الشخصي ) لانه رفض الطائفية واخذ يدعو الى الديمقراطية والوحدة الوطنية والى ربط الطوائف كلها برباط الوطن . في حين كان اكثر تلك  المجاميع تعتاش و" ترتفع " على اكتاف الطائفية وظلام الدراويش و( الدروشة السياسية ) وعلى جهل  العوام وتجهيل الناس اكثر فاكثر . والقراء كلهم يعرفون ذلك بما فيهم مستشاري رئيس الوزراء  !! . الا ان دولة المالكي يستطيع انقاذ الاقتصاد العراقي بل وحتى انقاذ سمعته وادارته فقط  في حالة واحدة  : وهي عندما يكسر العوامل التي كسرت مبدأ التخطيط الاقتصادي في اطار التنسيق العلمي   !! .والمقصود هو العودة الى استخدام التخطيط وفقا ً للطريقة المختلطة ، التي تقوم على التنسيق بين المؤشرات المركزية والمحلية معــا ً . وهنا يجب فهم المؤشرات المحلية على انها ترضي متطلبات المحافظة المعينة من المشاريع الضرورية لها  بينما المركزية تضمن التنسيق المركزي بين المحافظات  والتوزيع العقلاني للمشاريع .
·        اصـل الحكاية ـــ   الدعوة الى اضعاف الحكومة المركزيــة  !!! .
              منذ سقوط نظام البعث الفاشي وانهيار اركان حرب الطاغية وهو في عقر داره انتشرت مفاهيم غريبة جدا ً على الاعراف السياسية التي اعتاد  الناس سماعها واعـتـنـا قها والايمان بها . فالاحزاب " الدينية " التي ركبت الموجة بعد السقوط  واعتبرت نفسها راعية  السلطة بدون منازع في الوقت الذي امتنعت فيه جهات سياسية عن المشاركة بالطراد السياسي . ثـــمان تلك الاحزاب  اسكرتها نتائج الانتخابات منذ البداية حتى انها تصرفت بالسلطة  كما يحلو لها . وكان ماكان منها  من انتهاكات واساءات خلال التعامل مع سكان    الكثير  من المناطق والاحياء الشعبية .  وحتى ان بعضا ً  منها تعاونت  زمن الانتخبات ( كــما يـقـول الناس )  مع قوى وعناصر تنتمي الى النظام المقبور طمعا ً باصواتهم لانتخابات البرلمان وكان لهم ما ارادوا .  الا ان الامر الفضيع حقا ً جاء لاحقا ً حيث ان رموز تـلـك الاحــزاب كـشـفـوا عــن رغـبـتهم، بل و سعيهم الى اضعاف السلطة الحكومية  في المركز " لصالح " الحكومات المحلية في المحافظات  . واكثر ما شجعهم على هذا النهج الرجعي والمعادي للوطن هو اعتقادهم بنشر سلطتهم  على عضوية مجالس المحافظات مما يسمح لهم التصرف بشئونها كما تقتضي مصالح احزابهم وستراتيجياتها السياسية كما ان ذلك يضمن لهم الحصول على نواب اكثر عددا ً في الانتخابات القادمة !!!!!. 
ويبدو ان العراق كتب عليه ما لم يكتب على بلد آخر من بلدان الله .  فحتى الفيدرالية التي  تتمتع بها كردستاننا والتي  هي عبارة عن  ثمرة  يانعة من ثمرات التعاون الوطني للشعب العراقي بعربه وكرده ومختلف قومياته الاخرى وطوائفه الدينية كدرتها  تجاذبات مفتعلة بسبب عدم وضوح المباديء الفيدرالية عموما ً وعدم وجود  الخبرة المتعلقة بكيفية جعل النظام الفيدرالي مصدر قوة وبأس للدولة العراقية بصورة خاصة   . وهكــذا ، وبدلا ً من الانفتاح على رحاب الديقراطية التي  ظفرت بها بلادنا لاول مرة في تاريخنا القديم والحديث  طغت ظاهرة  التنابز بالالقاب وبرز الى العلن التناحر والتسابق للاستيلاء على  المواقع  العليا وبدأت عملية الفرز الفئوي في صفوف  القوم واختار كل من  الفرقاء دربا ً لنفسه مع بقاء خطاباتهم  مستعارة من جعبة واحدة . ووصل ببعضهم الامر حتى جن جنونهم فطالبوا بفيدرالية  تضـم المحافظات التسعة  الجنوبية كلها بضربة واحدة . انها المحافظات ذات الثروة النفطية الكثيفة وكونها تتميزبطابع سكاني طائفي  معين وانها مجاورة لايران التي لا تنفك تخلق لنا المتاعب بل والمخاطر كل يوم وكل ساعة في حين اننا محكومون بالعامل الجغرافي معها . الا ان الامر ليس سهلا ً كما كانوا يتصورون !  ان الشعب العراقي نفسه لا يسمح لاي كائن من كان ان يتلاعب ، كيف ما يشاء  بكيان الدولة العراقية ونظامها الاداري اوبثرواتها الاسطورية . ان الثروة التي يجري الكلام عنها تعود للشعب كله . واذا كانت  العناصر الطائفية والقومية لم تحسب حساب  للجزء  الغربي من العراق . وبالذات الانبار والموصل وصلاح الدين فهذا العيب يعود  عليهم ! ... ان محافظات العراق كلها تنتظر التنمية والتطوير  .  والمحافظات  كلها ستساهم بالبناء  والاعمار . ولكن  اولئك المتطفلون على الوطن وعلى السياسة عموما  اثبتوا دون ان يعلموا ، ان  حساباتهم  كانت قاصرة . وانها  لــم تتعد ارنبة انوفهـم  . فعندما يتصل الامر بكيان العراق فان كل المحافظات تنهض كرجل واحد ليبقى العراق موحدا ً وشامخا ً.  وان الثروات هي عراقية وليست ملكا ً للاحزاب . اما النظام  الفيدرالي  فهو الاخر يجب ان يكون بيد الشعب وسيقول كلمته به عندما يحين الوقت  وعندما ستبرز  ضرورة عراقية لذلك  .  الا اننا  نجد هنا ضرورة جلب الانتباه الى ان المحاولات الاستفزازية والدعـوات الفوضوية المتكررة بخصوص تقوية مواقع المحافظات  مقابل اضعاف ارادة الحكومة الاتحادية المركزية ( ولابد ان يتذكر تلك الدعوات  كل من الشيخ همام حمودي وعمار الحكيم ) في الواقع استطاعت  ان تخلق للعراق الجريح جروحا ً اخرى . هي هذه الفوضى الاقتصادية التي تشتت وتبعـثـر الامكانيات الفعلية  سواء كانت للدولة او  للمحافظات  !!!  . ان السادة الذين يهللون لاضعاف دور الحكومة الاتحادية وتوطيد مواقعها وعلاقاتها بالشعب ثـــم  يتحاشون  تدخلها في شئون الا قتصاد المحلي يعني من الناحية العملية ترك التنمية مرهونة  برغبات واهواء عشرات الاداريين الجدد في المحافظات .  اي  حرمان نفس المحافظات من التنسيق المركزي الكفيل بالتنمية الشاملة والمتوازنة في كافة الميادين الاقتصادية للبلاد . هذا ما نشاهده اليوم على الخارطة الاقتصادية . وهوما يهدد مستقبلنا الاقتصادي ومصير حكومتنا .  
·        التـخـطـيط   العلمي هو الطريق    !! 
                     لا يختلف اثنان في ان التخطيط علم يهدف الى البناء  والاعمار المبرمج على نطاق البلاد  . اما الآلية للتخطيط المنشود تقضي بان تمسك السلطة المركزية بيدها خارطة التنسيق الاقتصادي بين المحافظات جميعها وكذلك بين الفروع الانتاجية ، اضافة الى تحديد  حاجات السكان حسب الاولويات مع حساب توقعات زيادة السكان وارتفاع عدد العوائل الشبابية .  وبما ان الحكومة المركزية مسؤولة عن توفير الامن والرفاه العام للمواطنين فـهـي اذن مسؤولة عن الانفاق العقلاني للموارد المالية الداخلة للعراق  وتأمين التخصيصات اللازمة  والممكنة في اللحظة المعينة للخدمات الصحية والتعليمية والثقافية  ومراعاة توفير حاجات المحافظات الحياتية حسب الاولويات  المرسومة مركزيا ً ومقررة في برامج الحكومات المحلية  .  ان انتقال بعض الباحثين الاقتصاديين الى الموا قع الجديدة التي اصبحت تتنكر لاهمية التخطيط الاقتصادي ، ما هوالا  استجابة لاراء تخريبة رافقت الايغال في ليبرالية العولـمـة من جهة والاحباطات التي تزامنت مــع اسقاط الاتحاد السوفيتي على يد قادته من جهة اخرى .  كما لم تكن قليلة تلك التأثيرات الايديولوجية التي اخذت  تد سها  عناصر التجهيل من   " رواد "  الفساد المالي والاداري  وطلاب الجاه المزيف وهم في سرادق الدولة وعروشها العالية عندما كانوا  ومازالوا يلهثون في طلب التخلص من الرقابة المركزية على مالية المحافظات وعلى الانفاق المالي المخصص  لازدهار حياة الناس   .       
             على ان التخطيط الاقتصادي في العراق ليس امـــرا ً يسيرا ً . بل ينطوي على مصاعب جمــة . وذلك تبعا ً للمميزات الفريدة لمحافظاته . فـهـي غير متساوية من حيث مستوى معيشتها  وحياة سكانها  . وهي كذلك ليست متجانسة فيما يتعلق بتطور وسائل الانتاج وثقافة الايدي العاملة فيها . ومن هذا يتبين ان السلطة الاتحادية مجبرة ان تستخدم التخطيط لتـحـقيق تقريب  المستوى التنموي للمحافظات جميعا ً ورفع درجة المهارات لدى العاملين وكذا الوضع الثقافي والصحي لسكانها مهما كلف الامر . ان الحكومة العراقية مدعوة منذ الان التفكير  بالمسقبل ( وكل آت ٍ قريب )  وتضع خطط عملية لمواجهته . الامر وما فيه ان التوقعات لسكان بلادنا عند حلول منتصف القرن الواحد والعشرين ستتعدى حاجز الستين مليونا ًنسمة ، مما يستدعي البدء بوضع لمسات تخطيطية اولية تخدم خطة بعيدة المدى بالرغم من انها لم يباشر بوضعها بعد . ولمعرفة مدى اهمية ما اشرنا اليه ينبغي تصور زيادة الحاجات المطلوبة من ملبس ومأكل ومسكن الى اكثر من الضعف وكذلك المدارس والمراكز الصحية وما الى ذلك .  عدى الطاقة الكهربائية التي يجب ان تتضاعف لعشرات المرات   . وقد تقتنع الحكومة بالاستخدام المكثف لجميع مصادر الطاقة بما فيها الطاقة الشمسية والرياح  وربما تجعلها ضمن الخطط القريبة القادمة .  ولعل رئاسة الوزراء الموقرة ستعمل باقتراحي منذ ايام  في مقال اقتصادي لي ايضا ًعندما اقترحت تكوين مجلس اعلى للاقتصاد الوطني يرتبط بمجلس  الوزراء وتكون رئاسته بيد (  نائب رئيس الوزراء للشئون الاقتصادية ) . ان المجلس المذكور سيؤمن للمحافظات التنسيق الناجح للخطط الاقتصادية .  
          وفي ختام المقال اود العودة الى ما اشرت اليه اعلاه بخصوص مهمة السيد دولة الاستاذ نوري المالكي . فهي مهمة فيها الكثير من التعقيد . مما يتطلب منه تقوية المركزالرسمي  للحكومة الاتحادية واستخدام التخطيط المركزي مع الاشتراك النشيط من جانب الحكومات المحلية في المحافظات  ثــم استخدام الرقابة والحزم  من قبله شخصيا ً . وبدون ذلك سوف يضحك البعض على فشل الحكومة بسبب الفوضى الاقتصادية المحدقة بنا ،  بعد ان فشلوا في ازاحة المالكي    بواسطة الانتخابات  او بالمجاذبات السياسية التي سبقت تشكيل الحكومة . خاصة وان الفشل سيسجل على السياسة  العراقية ومصير اقتصادنا . لا سمح الله .